اطلق وزير الزراعة أكرم شهيب في مكتبه صباح اليوم، مسودة مشروع قانون "الحجر الصحي البيطري" المتعلق بإستيراد وتصدير ومرور الحيوانات والمنتجات الحيوانية، وذلك في إطار الاتفاقية الموقعة ضمن برنامج التنمية الزراعية الريفية (ARDP) وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، في حضور فريق عمل الوزارة واطباء بيطريين وممثلي الجمعيات والنقابات المعنية بالحجر الصحي.
وتحدث شهيب فقال: "يحكمنا همان في مسار عملنا في الوزارة لتنظيم قطاع الاستيراد والتصدير والحجر الصحي البيطري وتطويره عبر مسودة المشروع التي نطلقها اليوم، الهم الأول هو السلامة الضامنة للحفاظ على صحة الانسان والحيوان وسلامة الغذاء وتحديد الاجراءات المطلوبة لهذه السلامة وتنفيذها سواء فيما نستورد أو فيما نصدر، والهم الثاني تأمين الانسياب الآمن للمواد الغذائية والحيوانية الحية، الأعلاف المستوردة أو العابرة للأراضي اللبنانية أو المصدرة من لبنان أو المنتجة في لبنان". مضيفا "نحاول ذلك في مشروع الأعلاف، الذي تتكلف عليه الدولة مبالغ كبيرة، والذي مع الأسف انتاجه أي تأثيره ضعيف قليلا نتيجة مشكلة تسويق انتاج الحليب، وبنفس الوقت أعتقد هناك خطأ في الآلية و"غش" في مكان ما، لكنني آمل أن نتحاشى ذلك فيما يتعلق بمبلغ ال 11 مليار الذي تمت الموافقة عليه في المرحلة الأخيرة".
وتابع: "بنفس الوقت تجنب دخول مواد غذائية غير سليمة أو تصدير مواد غذائية غير سليمة عبر التزام المبادئ والاتفاقات الدولية والشروط والمعايير الدولية المعتمدة وتوصيات دستور الغذاء الدولي "CODEX" والمنظمة الدولية للصحة الحيوانية "OIE" واتفاقية السايتس والتشريعات اللبنانية ذات الصلة وتطويرها لتأمين أعلى درجة من الحفاظ على صحة الانسان والحيوان وسلامة الغذاء وقدرة انتاجنا على الولوج إلى الأسواق والمنافسة".
واردف: "انطلاقا من ذلك، نطلق مسودة مشروع الحجر الصحي البيطري الجديد، آملين أن "نحقق الأهداف المرجوة مع استعداد الوزارة الدائم على ايلاء المشروع والأهداف كل اهتمام، ونحاول أن نعزز هذا القطاع، موضوع الحجر الصحي البيطري"، آملا "أن نصل إلى ذلك عبر التعاون مع وزارة الأشغال العامة والنقل، من خلال إقامة مركز حجر صحي كامل في المرفأ وآخر في المطار".
وحول المساحة المطلوبة والأموال المطلوبة قال: "أعتقد هناك مساحات ونحن قادرون على تجهيزها وآمل ذلك لأن المواطن اللبناني هو الذي يعيش بالأخير على هذا القطاع، وهو غذاء أساسي بالنسبة لنا"، مؤكدا أن "مشاكلنا كبيرة، لكن على الأقل علينا أن نبقى قادرين على إبقاء مفتاح سليم بالبحري والجوي إذا صح التعبير، إذ مع الأسف الحدود الشمالية والشرقية الشمالية مفتوحة على مصراعيها إن كان بإنتاج أو بحيوانات حية، وهذه مشكلة عمرها سنوات، وهناك شق سياسي وأمني في ضبطها والواقع المعاش اليوم لا يساعد على ذلك".
وختم شهيب: "شكرا لكل من سعى ويسعى إلى التطوير، وأخص بالشكر الاتحاد الاوروبي الذي مول المشروع والساعي معنا دائما ليكون لبنان في مصاف الدول المتقدمة بتشريعات واجراءات تفتح للبنان آفاق تعاون مستقبلي كبير مع الدول الأوروبية ودول العالم".
وعرف الطبيب البيطري في مديرية الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور عبيدة مدور بمراحل الاتفاقية وقال: "نظرا لأهمية تنظيم وتحديث إجراءات الحجر الصحي البيطري وانطلاقا من برنامج التنمية الزراعية الريفية وبتمويل من الاتحاد الأوروبي وبمساعدة من مقام مجلس الوزراء للتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، اتجهت وزارة الزراعة إلى مشروع توأمة ومن ثم مشروع اتفاق تعاون مع مؤسسة أوروبية متخصصة لوضع مسودة قانون حجر صحي بيطري يحقق الأهداف الآتية: قانون حجر صحي بيطري حديث يواكب حاجات العصر ويتوافق والتشريعات والاجراءات الأوروبية ذات الصلة ويتطابق مع المواصفات الدولية لا سيما المنظمة الدولية للصحة الحيوانية "OIE".
اضاف: " هو قانون يضع لبنان على مشارف الانضمام إلى منظمة التجارة الدولية WTO، ويحقق أعلى درجة من سلامة الغذاء"، آخذا ب"توصيات دستور الأغذية الذي يسهل الحركة التجارية اي الاستيراد والتصدير لجهة الوقت والتكاليف، ويحقق مجالات أكبر للتصدير إلى الأسواق العالمية".
وتابع: "بناء عليه، تم توقيع الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي وبتمويل أوروبي وبتنسيق من مشروع التنمية الزراعية الريفية. أما الأهداف التي تم تحقيقها فهي: مرحلة تحضيرية تم خلالها ترجمة القوانين والتشريعات والقرارات النافذة لوضع تصور لآلية عمل الحجر الصحي البيطري، مرحلة اعداد النصوص من مسودة قانون الحجر الصحي البيطري الذي يحقق الأهداف المذكورة آنفا، إلى كتب لتنظيم آلية عمل الحجر الصحي البيطري وفقا للتشريعات النافذة حاليا بما فيها زيارة وتقييم قدرات مراكز الحجر الصحي البيطري والتعرف على الإجراءات الحجرية، التحقق من أنظمة اصدار الشهادات الصحية البيطرية وتعريب الكتيب التقني، مرحلة اعداد وتدريب الأطباء البيطريين على نمط العمل في مراكز الحجر الصحي البيطري في أوروبا(ايطاليا واسبانيا)، مناقشة مشروع القانون على مستوى الفنيين في مصلحة الحجر الصحي البيطري في وزارة الزراعة والمشغلين (أصحاب العلاقة من تجار ومستوردين ونقابات)، إلى ورشة العمل الحالية لعرض ما تم انجازه على مستوى الادارات المعنية ذات الصلة بالاستيراد والتصدير والهيئات المعنية بسلامة الغذاء والاعداد لمرحلة اطلاق مشروع قانون الحجر الصحي البيطري".
واشار الى ان "المرحلة المقبلة تتضمن اعداد النصوص النهائية ومتابعة الاجراءات وفقا للأصول".
بدوره عرض داني ليشع من برنامج التنمية الزراعية الريفية ARDP "أهداف البرنامج وانجازاته، متطرقا الى "كل من الخبيرين في الاتحاد الأوروبي الدكتور كريستيانو لونغو والدكتورة ساندرا سملكو إلى مسودة القانون والأنظمة الملحقة به.
وكان شهيب استقبل سفير رومانيا في لبنان فيكتور ميرتشا يرافقه المستشار الاقتصادي والتجاري في السفارة كتالين كاسارو والدكتور سليم السيد من جمعية الصداقة اللبنانية الرومانية، في حضور مستشار الوزير خالد نجار.
وجرى بحث العلاقات الثنائية والتعاون في المجال الزراعي بين البلدين، حيث تم التأكيد على "عمق العلاقات الأخوية والتاريخية والصداقة التي تربط الشعبين، لا سيما أن هناك العديد من الخريجين اللبنانيين من جامعات رومانيا يتبوأ غالبيتهم مناصب مهمة".
وناقش الجانبان "إمكانية توقيع مذكرة تفاهم وتعاون تسعى إلى تنفيذ مشاريع مشتركة تنهض بالقطاع الزراعي وتلبي حاجة البلدين وتحمي الإنتاج وتعزز القدرة التنافسية". كما توافقا على "أهمية تبادل الإنتاج والخبرات وتقديم الدعم المطلوب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق