الهدف من كتابة الرسالة تزويد المهتمين بأقسام الحجر الصحى بمعلومات مبسطة عن وسائل مكافحة الأمراض المشتركة السارية التي
تنتقل بين الحيوانات والإنسان وطرق الوقاية منها.
n زيادة الاهتمام العالمي في السنوات الأخيرة بالأمراض المشتركة التي تنتقل
بين الحيوانات والإنسان.
nساهمت التغيرات الاجتماعية والديموجرافية على ضرورة معرفة ونشر المعلومات
المتعلقة بالأمراض المشتركة.
على سبيل المثال, زيادة هجرة البشر وانتقالهم للإقامة
في مناطق جغرافية جديدة وتعرض حيوانات تلك المناطق للعدوى بأمراض لم تكن معلومة في
البيئات الأصلية للسكان.
nساعد تنامي المعارف الجديدة في مجال الإيكولوجيا الحضرية على سرعة وسهولة
انتقال وانتشار الأمراض التي كانت مقصورة على مناطق جغرافية معينة.
nتمثل تجارة الحيوانات وانتقالها من مكان إلى آخر تهديداً مماثلاً مثل
حدوث تفشيات وبائية في الولايات المتحدة الأمريكية مثل حمى غرب النيل وجدري
القردة, وهى من الأمراض التي لم تكن موجودة من قبل
إستراتيجية مكافحة الأمراض الوبائية المشتركة بين الإنسان
1-العزل (segregation):
في حالة حدوث تفشيات وبائية بالأمراض
المشتركة, فانه يجب عزل الأشخاص المصابين في المستشفيات أو في معازل خاصة, مع
مراقبة المخالطين للتأكد من خلوهم من المرض.
ويجب كذلك عزل الحيوانات المصابة في
أماكن خاصة بعيداً عن بقية القطيع, لمنع انتقال العدوى إليهم, ومراقبة الحيوانات
المخالطة للتأكد من خلوها من الإصابة. يجب أن يخصص عمال خاصين للتعامل مع تلك
الحيوانات المعزولة, وأن لا يقوما بالتعامل مع بقية الحيوانات. وعند صعوبة تنفيذ
ذلك فإنه يجب علي هؤلاء العاملين التعامل مع الحيوانات السليمة أولاً ثم متابعة
القطيع المصاب في المعازل بعد ذلك.
2- الإبلاغ عن الأمراض الوبائية المشتركة:
يقوم المربين وأصحاب الحيوانات والأطباء
البيطريين بالإبلاغ عن وجود الأمراض أو الاشتباه في وجودها.
تقوم السلطات البيطرية
بإرسال أخصائيين إلي مواقع الاشتباه للتحقق من المرض. يقوم الأخصائيين في الإدارة
العامة والإدارات الزراعية وشعب الثرة الحيوانية التابعة لها في المديريات
والمحافظات المختلفة في المملكة بالإبلاغ الفوري عن الحالات المصابة بالأمراض
المشتركة, بالإضافة إلي مديريات الصحة التابعة لوزارة الصحة.
تشمل الأمراض
المشتركة التي يجب الإبلاغ عنها مرض الجمرة الخبيثة, البروسيلا, الالتهاب الرئوي
البلوري في الأبقار, الطاعون, أنفلونزا الطيور, الحمى القلاعية, حمي الوادي
المتصدع, طاعون الخيل, داء الكلب, جنون البقر, مرض الهيام (التريبانوسوما), كوليرا
الدجاج ... الخ.
الإبلاغ للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية:
يقوم المختصون في وزارة الزراعة والصحة
بالإبلاغ عن وجود الأمراض الوبائية إلى منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية
للصحة الحيوانية في خلال 24 ساعة عن الأمراض الوبائية المشتركة التي تمثل خطورة
بالغة على صحة الحيوان وإنتاجيته وعلي الصحة العامة للإنسان. يقوم المختصون بإرسال تقارير أسبوعية وشهرية
وسنوية عن الوضع الوبائي للأمراض المعدية, لإعطاء معلومات إضافية عن معدل حدوث
الأمراض الوبائية, إلى أن تستقر الحالة الوبائية أو يتم القضاء على المرض.
3- الحجر الصحي والتحكم في تحركات البشر والحيوانات:
يتم فرض إجراءات الحجر الصحي علي الأشخاص
المصابين والمخالطين في حالة حدوث المرض بصورة وبائية. كما يتم فرض الحجر البيطري
الصارم والتحكم في التحركاتِ الحيوانية ومنتجاتها والأشخاص والأشياء أخرى, وذلك
لمَنع انتشار المرض من المناطق المصابة إلى المناطق الأخرى.
وتتضمن تلك الإجراءات
إعلانَ المزارع المصابة والمزارع الخطرة الملاصقة
والمزارع المشتبهة فيها, بالإضافة إلي تسمية وتحديد المناطق المحظورة
ومناطق المكافحة.
إعلان هذه المناطق سوف
يضمن أن مناطق الإصابة بالمرض والمناطقَ الخالية من المرضِ محددة وواضحة المعالم
لاعتبارات التجارة المحليِة والدولية. ويتم حظر تحركات الحيوانات القابلة لحدوث
العدوى من وإلي المزارع المصابة والمزارع الخطرة المجاورة, ماعدا تلك التي تقوم
السلطات البيطرية المختصة بالترخيص لها بالتنقل والحركة.
وقد يسمح بالترخيص بنقل
بعض المنتجات الحيوانية من المزارع المصابة والمزارع الخطرة المجاورة بعد إجراء
المعالجة الضرورية لتلك المنتجات. ويتم أيضاً فرض حظر علي حركة الحيوانات وفرض
الحجر الصحي على المزارع المشتبهة فيها لمدة30 يوماً على الأقل، ولا يتم السماح
بحركة الحيوانات إلا بترخيص من السلطات البيطرية المختصة. ويكون فرض الحظر على حركة
الحيوانات والمنتجات الحيوانية صارماً طالما المرض ما يزال ينتشر, إلا أنه يمكن
تخفيف الحظر مرة العدوى عندما يتم احتواء المرض والسيطرة عليه.
ولا يكون مسموحاً
بحركة العاملين أو السيارات أو الأدوات (ما لم يتم تطهيرها وإزالة التلوث منها)
حتى 4 أيام بعد التخلص من آخر حيوان مصاب.
4- ترصد المرض (surveillance):
يتم
إجراء اقتفاء وترصد الأمراض المشتركة للتعرف علي مدي انتشار وتوزيع الأمراض
جغرافيا في المناطق المختلفة, وكذلك التعرف على المناطق الخالية من الإصابة
وتحديدها بدقة. يتضمن تتبع أو تعقب المرض (tracing) رصد كل تحركات الحيوانات ومنتجاتها والبشر
الذين كانوا علي احتكاك معها والأدوات والأشياء الغير حية التي كانت علي اتصال
معها مثل سيارات النقل التي تدخل وتخرج من المزارع قبل 30 يوماً لظهور أول حالة
مرضية تم اكتشافها في المزارع المصابة. هناك نوعان من الترصد هما الترصد السلبي أو
الترصد الغير نشط (passive surveillance) والترصد الإيجابي (الترصد النشط) (active
surveillance).
التحصين:
تحصين الإنسان:
يتم تحصين الإنسان باللقاحات المناسبة
تبعاً لنوع المرض, فيمكن تحصين الإنسان ضد مرض الكلب, البروسيلا, السل, ....الخ.
تحصين الحيوانات:
إذا كان المرض متفشياً في البلاد بصورة
كبيرة تتجاوز الموارد المتاحة للسيطرة عليه بواسطة سياسة الإخماد، فإنه يمكن
استخدام التحصين الحلقي لخلق منطقة حاجزة (buffer
zone) من الحيوانات الممنعة حول
منطقة الإصابة بالمرض, إلا أن يتم السيطرة علي المرض.
وعندما يكون المرض واسع الانتشار بصورة
أكبر من المتوَقع، فإنه قد يكون ضرورياً استعمال التحصين على نطاق واسع للمساعدة
في السيطرة علي المرض بالإضافة إلي إستراتيجية الإخماد.
يوجد هناك عدة أنوع أو أجيال من اللقاحات
مثل اللقاحات الحية المستضعفة واللقاحات الميتة وهناك لِقاحات جديدة يتم إنتاجها
بتقنية إعادة التركيب (recombinant vaccines) ولقاحات الحمض النووي (nucleic acid vaccine) تحت
التطوير التي يمكن أن تساعد في التفرقة بين الحيوانات المصابة والمحصنة والتي يمكن
استخدامها في الترصد السيرولوجى للمرض.
التخلص الصحي من جثث الحيوانات النافقة
والمنتجات الحيوانية :
يجب التخلص الصحي من جثث الحيوانات
النافقة نتيجة الإصابة بالمرض بالدفن أو الحرقَ, بشرط حمايتها من الحيوانات الضالة
مثل الكلاب أو القطط.
ويجب أيضاً دفن أو حرق بقايا الغذاء الملوث الذي كانت
تتناوله الحيوانات والفراش الملوث. ويجب توخي الحرص والحذر لضمان التخلص الصحي السليم من تلك الجثث والنفايات.
التطهير وإزالة التلوث (decontamination):
من الضروري إزالة التلوث وتطهير المباني
والأدوات والحظائر والأشياء الأخرى الغير حية التي تكون قد لامست الحيوانات
المصابة أو المشتبه في إصابتها بالمرض باستخدام المطهرات المناسبة.
كما يجب تطهير
السيارات التي تحمل الحيوانات المصابة أو المشتبه فيها، والأشخاص الذين يتعاملون
معها في المزارع المصابة. بالإضافة إلي تطهير مساكن الحيوانات المصابة, فإنه يتم
تطهير مساكن البشر المصابين بالأمراض المشتركة والأدوات التي يستعملها المرضي.
أمثلة
على طرق مكافحة بعض الأمراض المشتركة:
طرق
المكافحة والوقاية من مرض الدرن:
أولاَ:
الإجراءات الوقائية:
1- التثقيف الصحي للعامة.
2- عزل وعلاج الحالات النشطة من المرضى
وفحص المخالطين والمشتبه فيهم.
3- الكشف الدوري عن المرض في الماشية بواسطة اختبار السلين والتخلص
من الحيوانات المريضة.
4- التحصين بلقاح بى سي جي
وبخاصة في الأطفال حديثي الولادة.
ثانياً:
مكافحة المرض بين المرضى والمخالطين وفى البيئة:
1- الإبلاغ عن الحالات المصابة. 2- عزل المصابين وعلاجهم. 3- تطهير
أدوات المريض باستمرار.
ثالثاً:
إجراءات المكافحة الوبائية:
1- إجراء اختبار السلين في الحيوانات دورياً.
2- إجراء اختبارات المانتو والهيف واختبار الجيل في الإنسان.
رابعاً:
الإجراءات الدولية:
1- فحص المهاجرين الجدد.
2- التأكد من وجود شهادات صحية.
3- إجراء اختبار السلين في
الماشية المستوردة.
خامساً:
إجراءات السلامة والأمان في المختبرات:
1- ارتداء الملابس الواقية.
2- حظر وضع الطعام والشراب في ثلاجات المختبرات.
3- تطهير الأيدي وتجنب
ملامسة العين والأنف.
4- الحذر عند التعامل مع زجاجات عينات البصاق التي تحتوى على
ميكروبات السل.
5- مكافحة الذباب والناموس والحشرات.
نقلا عن محاضرة د. شعبان خلف الله