تُعد مكافحة النواقل عنصراً رئيسياً من عناصر الاستراتيجية العالمية الحالية لمكافحة الملاريا والفيروسات .
وهناك سجل موثق لنجاح تدخلات مكافحة النواقل في خفض معدلات انتقال المرض أو وضع حد له عندما يتسع نطاق التغطية بالقدر الكافي.
ويُعد الرش الثمالي داخل المباني والناموسيات المعالجة بمبيدات طويلة الأجل أهم تدابير مكافحة النواقل التي تحمي الإنسان من لدغات البعوض الحامل للملاريا.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن تحمي البلدان التي تتوطنها الملاريا جميع الأشخاص المعرضين لخطر هذا المرض عن طريق الناموسيات المعالجة بمبيدات طويلة الأجل أو الرش الثمالي داخل المباني، أو مزيج من كلا التدخلين (حيثما كان ذلك مبرراً).
وينبغي وضع استراتيجيات مكافحة النواقل مع مراعاة تغيُّر أنماط مقاومة مبيدات الحشرات ومن خلال نهج متكامل لإدارة النواقل، يسعى إلى تحسين فعالية مكافحة نواقل الأمراض، وسلامتها بالنسبة إلى البيئة، واستدامتها.
الرش الثمالي داخل المباني
يحد الرش الثمالي داخل المباني من انتقال الملاريا عن طريق الحد من بقاء البعوض الذي يدخل إلى المنازل وأماكن النوم على قيد الحياة. ويتمثل في رش جرعة فعالة من المبيد الحشري، مرة أو مرتين سنوياً في العادة، على الأسطح الموجودة داخل المباني والتي تقف عليها النواقل بعد اللدغ.
ويُعد الرش الثمالي داخل المباني طريقة لحماية المجتمعات المحلية، ويتطلب تحقيق الأثر الكامل للرش الثمالي داخل المباني مستوى عالٍ من التغطية من حيث المكان والزمان. وعلى الصعيد العالمي، تشير التقديرات إلى أن 5% من الفئات السكانية المعرضة للمخاطر تحظى بالحماية عن طريق الرش الثمالي داخل المباني.
ويوصي مخطط تقييم مبيدات الهوام لمنظمة الصحة العالمية في الوقت الحاضر باستخدام اثني عشر مبيداً حشرياً تنتمي إلى أربع فئات كيميائية من المواد المستخدمة في الرش الثمالي داخل المباني.
وينبغي لبرامج مكافحة الملاريا الوطنية أن تختار المبيدات الحشرية التي تستخدم في منطقة معينة بالاستناد إلى الفعالية الثمالية للمبيد، والتكاليف، والمأمونية، ونوع السطح الذي سيُرش؛ والبيانات المحدثة عن مقاومة المبيد الحشري. وتتسم مادة الـ دي. دي.
تي بفعالية ثمالية طويلة نسبياً، تتجاوز مدتها ستة أشهر، ومازالت تُستخدم على نطاق واسع كمبيد حشري في الرش الثمالي داخل المباني. واستخدام مادة الـ دي. دي. تي في الزراعة محظور بموجب اتفاقية استكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة،
إلا أن البلدان يمكنها استخدام هذه المادة شريطة احترام جميع المبادئ التوجيهية والتوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية وعن اتفاقية ستوكهولم، وإلى حين توافر البدائل الملائمة للظروف المحلية التي تسمح بالتحول إليها على نحو مستدام. وتحتوي هذه الصفحة على الرابط الإلكتروني إلى بيان موقف منظمة الصحة العالمية بشأن مادة الـ دي. دي. تي (2011).
الناموسيات المعالجة بمبيدات طويلة الأجل
تدوم الناموسيات المعالجة بمبيدات طويلة الأجل لمدة أطول من الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات العادية، ومع ذلك فينبغي استبدالها بانتظام.
وتوفر الناموسيات المعالجة بمبيدات طويلة الأجل حاجزاً مادياً وتأثيراً مبيداً للحشرات في آن واحد من أجل الحد من الاحتكاك بين البعوض والبشر.
كما أن لها أثراً مهماً على المجتمعات المحلية حيث يؤدي استخدامها في هذه المجتمعات إلى إبادة البعوض على نطاق واسع. وفي الفترة بين عامي 2000 و2012، زادت نسبة الأسر المعيشية التي تمتلك ناموسية واحدة على الأقل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من 3% إلى 53%.
ومع ذلك فخلال العامين الماضيين شهد عدد الناموسيات المقدمة إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضاً كبيراً، ما يُنذر باحتمال عودة الملاريا إلى الظهور في الأعوام المقبلة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
إدارة مقاومة المبيدات الحشرية
اكتُشفت مقاومة البعوض للمبيدات المستخدمة لأغراض الصحة العمومية في 64 بلداً حول العالم، وتتضمن أنواع النواقل الرئيسية كافة وفئات المبيدات الحشرية كافة. ومعظم البلدان المتضررة لم تُجر بعد الاختبارات الروتينية الكافية، ما يعني أن إدراكنا لمدى مقاومة المبيدات الحشرية مازال غير مكتمل.
ولذا تُحث البلدان التي يتوطنها المرض على وضع وتنفيذ استراتيجيات شاملة لإدارة مقاومة المبيدات الحشرية وضمان الرصد الحشري ورصد المقاومة في الوقت الملائم.
وتحتوي "الخطة العالمية لإدارة مقاومة المبيدات الحشرية في نواقل الملاريا" التي صدرت في أيار / مايو 2012، على خطة عالمية للإجراءات التي ينبغي لجميع أصحاب المصلحة المشاركين في مكافحة الملاريا اتباعها.
كما تحتوي على توصيات تقنية شاملة بشأن إدارة مقاومة المبيدات الحشرية في مختلف الظروف، بما في ذلك استخدام المبيدات بالتناوب في الرش الثمالي داخل المباني.