«هاشم» حاملاً شتلاته
لا يطالع أى أخبار ولا يكترث بالقضايا العامة، إنما يقضى حياته بين الزهور التى يزرعها والفاكهة التى يجنى ثمارها الطيبة.
15 عاماً مرت على «هاشم» وهو على ذلك الحال، حتى سمع عن شبح «فيروس زيكا» الذى ينتقل عن طريق البعوض ويؤدى إلى تشوه الأجنة،
وفوجئ بانصراف الزبائن عن الشتلات التى يسهر عليها ويحلم بحصادها.
15 عاماً مرت على «هاشم» وهو على ذلك الحال، حتى سمع عن شبح «فيروس زيكا» الذى ينتقل عن طريق البعوض ويؤدى إلى تشوه الأجنة،
وفوجئ بانصراف الزبائن عن الشتلات التى يسهر عليها ويحلم بحصادها.
فى البداية لم يعرف المزارع الخمسينى ما هو «زيكا» الذى أصبح فى يوم وليلة حديث الجميع، حتى أخبره التاجر الذى يورد له الشتلات فى مشتل بـ«البراجيل» أنه فيروس ينتقل بواسطة الناموس يوجد بأماكن النباتات والمياه الراكدة: «أصحاب المشاتل كلهم قالولى مش عاوزين شغل دلوقتى، لحد ما نعرف زيكا هيعمل فينا إيه، لأن محدش بيشترى منهم وبالتالى محدش بيشترى منى»، يقولها «هاشم».
«هاشم سيد» الذى يبلغ من العمر 57 عاماً، مزارع فى قرية «نجع عون» بالبحيرة، لم يخطر على باله أن يكون هو وغيره من المزارعين سبباً فى نقل الفيروس الذى تم اكتشافه لأول مرة فى «أوغندا» عام 1947،
ولهذا السبب تم وقف التعامل مع المزارع لحين انتهاء الأزمة أو التأكد من حقيقة انتقال الفيروس إلى مصر. لم يخشَ المزارع الخمسينى من الأعراض التى يمكن أن تصيبه بسبب «زيكا»، مثل الحمى، والصداع، والطفح الجلدى، إنما حزن على مجهوده فى زراعة 500 شتلة موزعة بين الورد البلدى والتوت الهندى وغيرها من أنواع الفاكهة والزهور المختلفة، والتى لم يبع منها واحدة بسبب الخوف والهلع الذى لحق بالجميع، ما دفعه للقول بحسرة: «الناس فجأة كرهت الزراعة، واللى بيجى من الأرض، رغم إن مفيش أى حاجة تثبت وجود الفيروس، أمّال الناس اللى بتزرع رز فى أراضى غرقانة تعمل إيه؟ أنا بعتمد على الرى بالتنقيط، وربنا ما يجيبش حاجة وحشة.. كله إلا رزق عيالى».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق