مدينة شفشاون المغربية
لونها أزرق ناصع يتخلله صفاءً عذب في أركانها، يصورها كسماء ممتدة، يحيطها سحرٌ يُلفت أنظار العالم لبساطتها، تتميز بأزقتها الضيقة وأحيائها العتيقة، وتنتشر بينهما روائح الزهور العطرة التي تفترش نواحيها، فتتدرج بيوت المدينة ما بين الأزرق الفاتح والقاتم، وتتخذ الأبواب شكل محراب القبلة، وتتميز النسوة بارتداء "الحايك" الزي التقليدي ذات اللون السماوي.
احتلت مدينة شفشاون، التي تقع شمال "المغرب"، المرتبة السادسة ضمن أكثر مدن العالم جمالًا، متقدمة على العاصمة الفرنسية "باريس"، وفي صدارة المدن العربية، وذلك وفقًا لتصنيف "كوندي ناست ترافلر" الأمريكية.
أطلق عليها "غرناطة الصغيرة" نظرًا لطابعها الأندلسي، وتمَّ تأسيسها على يد مولاي بن راشد في القرن الرابع عشر عام 1471 تحديدًا، كملاذ للعائلات الأندلسية المسلمة واليهودية أيضًا التي غادرت غرناطة هربًا من بطش الإسبان آنذاك، لذلك تحتضن المدينة عدد هائل من العائلات الأندلسية الأصل التي عاشت وبقيت في شفشاون.
ظلت المدينة مغلقة في وجه الأجانب بعد سقوط الأندلس حتى عام 1920، وذلك اعتراضًا وأسفًا على سقوط غرناطة، لدرجة أنهم كانوا يعلقون رايات سوداء على المآذن، وكانت النساء يرتدين الأسود كحداد على سقوط الأندلس.
ولا تزال المدينة محتفظة بالطابع الأندلسي الواضح في بيوتها حتى يومنا هذا، التي تمتاز ببساطتها في إيجازها، حيث لا تعلو عن دورًا واحدًا، يتم اجتيازه من خلال السلالم الحجر ذات اللون الأزرق الفيروزي، وكأنك تعبر فوق مياه البحر المتوسط.
لم ترث "شفشاون" فن البناء والهندسة المعمارية فقط من الأندلس، بل نقلت منها الفن والموسيقى أيضًا، فالغناء الأندلسي وخصوصًا فرق الحضرة والغناء الصوفي سمة مميزة ومهمة من سمات المدينة.
هناك أقاويل عديدة حول سبب تسمية المدينة بشفشاون، من أهم هذه الأقاويل أن "شيفـ – شاون" مصطلح أمازيغي يعني "انظر إلى قرون الجبل" أي أعالي وقمم الجبال، وهناك قول آخر بأنها تعني المكان الذي يجتمع فيه المجهادون، نظراً لتجمع المجاهدين فيها قديماً أثناء محاربة الاستعمار، حاليًا يطلق عليها المغاربة "شاون".
تضم "شفشاون" معالم سياحية، من أهمها "القصبة" وهى عبارة عن مبنى أثري يضم منزل مولاي بن راشد مؤسس المدينة، وتكمن أهميتها في أنها كانت النواة السياسية الأولى المكونة للمدينة، فهي تعادل مكانة القصر الرئاسي حاليًا، فمنها باشر بن راشد عمله، حيث اتخذها مقرًا للقيادة العسكرية في مقاومته للاستعمار البرتغالي.
وتضم المدينة في ثناياها المتحف الإثنوغرافي والذي يعتبر أهم معلم ثقافي في المدينة، حيث يعرض المتحف لوحات تاريخ المدينة من خلال لوحات فنية قيمة، كما يعرض أيضًا الزي التقليدي لسكان الشفشاون، بالإضافة إلى بعض الآلات الموسيقية الأندلسية القديمة، علاوة على "ساحة وطاء الحمام"، تقع وسط شفشاون تضم القصبة والمسجد الأعظم، حيث كان لها دورًا رئيسيًا في التلاقي والتواصل مع مختلف الحضارات، سواء كان تواصل ثقافي أو علمي أو حتى تجاري.
وترجع تسمية الساحة إلى أنَّها كانت تضم محلات ومخازن لحبوب الرزع، فتجمع الحمام الذي يقتات على هذه الحبوب حول المكان واتخذه مأوى وموطئًا له، فسميت بوطاء الحمام.
مدينة شفشاون المغربية
لونها أزرق ناصع يتخلله صفاءً عذب في أركانها، يصورها كسماء ممتدة، يحيطها سحرٌ يُلفت أنظار العالم لبساطتها، تتميز بأزقتها الضيقة وأحيائها العتيقة، وتنتشر بينهما روائح الزهور العطرة التي تفترش نواحيها، فتتدرج بيوت المدينة ما بين الأزرق الفاتح والقاتم، وتتخذ الأبواب شكل محراب القبلة، وتتميز النسوة بارتداء "الحايك" الزي التقليدي ذات اللون السماوي.
احتلت مدينة شفشاون، التي تقع شمال "المغرب"، المرتبة السادسة ضمن أكثر مدن العالم جمالًا، متقدمة على العاصمة الفرنسية "باريس"، وفي صدارة المدن العربية، وذلك وفقًا لتصنيف "كوندي ناست ترافلر" الأمريكية.
أطلق عليها "غرناطة الصغيرة" نظرًا لطابعها الأندلسي، وتمَّ تأسيسها على يد مولاي بن راشد في القرن الرابع عشر عام 1471 تحديدًا، كملاذ للعائلات الأندلسية المسلمة واليهودية أيضًا التي غادرت غرناطة هربًا من بطش الإسبان آنذاك، لذلك تحتضن المدينة عدد هائل من العائلات الأندلسية الأصل التي عاشت وبقيت في شفشاون.
ظلت المدينة مغلقة في وجه الأجانب بعد سقوط الأندلس حتى عام 1920، وذلك اعتراضًا وأسفًا على سقوط غرناطة، لدرجة أنهم كانوا يعلقون رايات سوداء على المآذن، وكانت النساء يرتدين الأسود كحداد على سقوط الأندلس.
ولا تزال المدينة محتفظة بالطابع الأندلسي الواضح في بيوتها حتى يومنا هذا، التي تمتاز ببساطتها في إيجازها، حيث لا تعلو عن دورًا واحدًا، يتم اجتيازه من خلال السلالم الحجر ذات اللون الأزرق الفيروزي، وكأنك تعبر فوق مياه البحر المتوسط.
لم ترث "شفشاون" فن البناء والهندسة المعمارية فقط من الأندلس، بل نقلت منها الفن والموسيقى أيضًا، فالغناء الأندلسي وخصوصًا فرق الحضرة والغناء الصوفي سمة مميزة ومهمة من سمات المدينة.
هناك أقاويل عديدة حول سبب تسمية المدينة بشفشاون، من أهم هذه الأقاويل أن "شيفـ – شاون" مصطلح أمازيغي يعني "انظر إلى قرون الجبل" أي أعالي وقمم الجبال، وهناك قول آخر بأنها تعني المكان الذي يجتمع فيه المجهادون، نظراً لتجمع المجاهدين فيها قديماً أثناء محاربة الاستعمار، حاليًا يطلق عليها المغاربة "شاون".
تضم "شفشاون" معالم سياحية، من أهمها "القصبة" وهى عبارة عن مبنى أثري يضم منزل مولاي بن راشد مؤسس المدينة، وتكمن أهميتها في أنها كانت النواة السياسية الأولى المكونة للمدينة، فهي تعادل مكانة القصر الرئاسي حاليًا، فمنها باشر بن راشد عمله، حيث اتخذها مقرًا للقيادة العسكرية في مقاومته للاستعمار البرتغالي.
وتضم المدينة في ثناياها المتحف الإثنوغرافي والذي يعتبر أهم معلم ثقافي في المدينة، حيث يعرض المتحف لوحات تاريخ المدينة من خلال لوحات فنية قيمة، كما يعرض أيضًا الزي التقليدي لسكان الشفشاون، بالإضافة إلى بعض الآلات الموسيقية الأندلسية القديمة، علاوة على "ساحة وطاء الحمام"، تقع وسط شفشاون تضم القصبة والمسجد الأعظم، حيث كان لها دورًا رئيسيًا في التلاقي والتواصل مع مختلف الحضارات، سواء كان تواصل ثقافي أو علمي أو حتى تجاري.
وترجع تسمية الساحة إلى أنَّها كانت تضم محلات ومخازن لحبوب الرزع، فتجمع الحمام الذي يقتات على هذه الحبوب حول المكان واتخذه مأوى وموطئًا له، فسميت بوطاء الحمام.