"زيكا" أصبح الاسم الأشهر في العالم هذه الأيام، ذلك الفيروس الذي انتشر في أمريكا وأوروبا بسرعة البرق، وسار يهدد العالم ويصيب الأجنة بتشوهات خلقية، منها صغر حجم الرأس والعديد من الأخطار الصحية، ولكن الغريب كان في انتقال المرض عن طريق نوع من البعوض، يسمى بـ"الزاعجة المصرية"، أو"البعوضة المصرية"، والتي من غير معتاد وجودها في أوروبا وأمريكا الشمالية.
"الزاعجة المصرية" بعوضة سوداء صغيرة حجم، يترواح طولها من 3 إلى 4 سم، وتُعرف من نقط بيضاء توجد على أرجلها، تنتشر بكثافة أثناء النهار وهي مغرمة بالبشر، والثدييات من الحيوانات، وغالبًا ما تلدغ داخل المساكن ولا تحتاج إلا القليل من المياه الساكنة "الراقدة" لوضع بيضها، كما أنها ليست وراء فيروس "زيكا" فقط، بل تسبب "الحمى الصفراء" و"حمى الضنك" و"فيروس التشيكونجونيا".
نشأت "الزاعجة المصرية" في إفريقيا، وانتشرت في جميع المناطق الاستوائية، ويرجح ظهورها قبل نحو 350 مليون سنة، أنثى البعوضة دائما ما الإنسان والحيوانات الثديية والطيور لامتصاص الدم، بذلك تغطي احتياجاتها للبروتين لتنمية النسل، أما الذكور منها فيتغذون برحيق الأزهار.
وتستغرق دورة حياة البعوضة الكاملة نحو عشرة أيام في الظروف مناسبة بالمناطق الاستوائية، إلا أنها يمكن أن تمتد إلى عدة أشهر في المناطق ذات الطقس البارد، ورغم غموض السبب وراء انتشارها في أوروبا وأمريكا، إلا أن البعض أرجعه إلى وصولها مع النباتات المستوردة.
الزاعجة المصرية، مرتبطة بشكل أكبر بالمساكن والبيوت، وتستخدم الأماكن الداخلية لتتكاثر وتضع "بيضها"، بما في ذلك المزهريات وأوعية جمع المياه وصهاريج المياه الموجودة في الحمّامات، يزداد نشاطها تحديداً في الساعات الأولى بعد الفجر وقبل غروب الشمس بساعتين أو ثلاث ساعات.
"البعوضة المصرية" المسببة لفيروس "زيكا"، ظلت محصورة فى إفريقيا وآسيا كموطن لها منذ الخمسينيات وحتى 2007، حتى امتدت شرقا إلى جنوب ووسط أمريكا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق