الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

تجربة علمية مهمة.. صابون لمحاربة وباء الملاريا

الملاريا يقتل طفلا كل دقيقتين

المنتج المضاد للبعوض يتكون من زيوت اساسية لتقليص تكاليف الانتاج، ويندمج في الحياة اليومية للسكان ولا يتطلب تغييرا في العادات.
 
ميدل ايست أونلاين
واغادوغو - تشارك مجموعة من المتطوعين المقدامين في تجربة علمية مهمة يعمدون خلالها الى وضع الساعد في داخل علبة ملأى بالبعوض بهدف المساعدة في ابتكار صابون مضاد للبعوض في بوركينا فاسو من شأنه القضاء على وباء الملاريا المتفشي في افريقيا.

وقد اودى هذا المرض بحياة حوالى 500 الف شخص في العام 2015 أكثريتهم الساحقة في القارة الافريقية.
وبعين على ساعة التوقيف، يراقب الباحث البوروندي الشاب صاحب هذه المبادرة جيرار نيونديكو سلوك حوالي مئة بعوضة.

ويقول "هي كلها اناث جائعة".

وينتظر المتطوعون التعرض للسعة غير ان السائل الدهني ذا الرائحة القوية الذي يوضع على الجلد يقيهم من افواج البعوض.

وفي هذا المختبر الصغير في المركز الوطني للبحث والتدريب في شأن الملاريا في واغادوغو، يجري جيرار تجارب منذ حزيران/يونيو لتقييم فعالية "المكونات النشطة" التي من شأنها ابعاد البعوض.

ولا تزال تركيبة هذا المنتج سرية غير أنها تتكون بشكل رئيسي من زيوت اساسية مصدرها نباتات محلية وافريقية المنشأ لتقليص تكاليف الانتاج الى الحد الاقصى.

ويذكر الشاب الثلاثيني بأن "الملاريا يقتل طفلا كل دقيقتين" في غرب افريقيا.

ومن اصل 214 مليون شخص كانوا يعانون الملاريا في العام 2015، تم تسجيل 88% من الحالات في افريقيا بحسب اخر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية.

ومن بين هؤلاء، 438 الفا توفوا فيما الاطفال هم الاكثر عرضة لهذا المرض.

وقد أتت فكرة الصابون عبر ملاحظة الاضرار الجسيمة للملاريا على رغم توزيع اعداد كبيرة من الناموسيات.

ويشير جيرار نيونديكو الى ان "الناموسية توفر حماية خلال النوم غير انها تزيد من الشعور بالحر وليس لدى السكان الاكثر عرضة امكانات لشراء مواد طاردة للبعوض للعائلة بأسرها بهدف الحماية في المتبقي من الوقت".

ولهذا السبب "فكرنا في منتج يندمج في الحياة اليومية للسكان ولا يتطلب تغييرا في العادات" وفق نيونديكو.
ويعتبر الصابون الانسب في هذا المجال بحسب الباحث لأنه "منتج تشتريه حتى الاسر الاكثر فقرا ويمكن تشاركه بين سائر افراد العائلة".

ويؤكد الباحث ان الاستعانة بالصابون "وهو منتج بسعر مقبول" يكافح وقائيا الملاريا، تتيح "انقاذ هؤلاء الناس غير المستعدين او غير القادرين على انفاق مبالغ اكبر كي يحموا انفسهم".

وتوضح الفرنسية ليزا باروتيل (28 عاما) وهي احدى شريكتي جيرار "نعمل على الوقاية مع اداة جديدة تتمثل في التقريب بين امرين لا رابط بينهما في الاساس وهما النظافة والملاريا".

ويؤكد الباحث أن "هدفنا ليس تحقيق مكاسب مادية" بل "نريد انقاذ ارواح مئة الف شخص بحلول 2020"، مسترجعا شعار هذا المشروع الطموح الذي يستهدف البلدان الستة الاكثر تضررا جراء الملاريا في منطقة افريقيا جنوب الصحراء وبينها بوركينا فاسو.

وقد ترك جيرار الحائز شهادة في الكيمياء بلده بوروندي بفضل منحة دراسية لمتابعة دراسات عليا في المعهد الوطني لهندسة المياه والبيئة في واغادوغو.

وخلال دراسته في العام 2013، التقى بليزا المكلفة حينها مواكبة الطلاب في مشاريعهم المهنية. وأطلقت الشابة عندها شركة "لا فابريك" لتمويل مبادرات انشاء الشركات ومقرها في العاصمة كذلك عقدت شراكة فاعلة في مشروع جيرار عبر دعمه في البحث عن تمويل.

وبين 2013 و2015، بقي المشروع مجمدا بسبب نقص التمويل. لكن في 2015، اعاد الفريق تعزيز طموحاته عبر مقارنة فعالية انواع عدة من الزيوت واعتماد تقنية مبتكرة بالشراكة مع شركة ناشئة في فرنسا متخصصة في تقنية ادماج المكونات النشطة في الصابون لضمان فعالية اكبر لناحية المدة.

وتقول ليزا "في المرحلة الاولى اي التجارب المخبرية، انفقنا حوالي 50 الف يورو".
وتوضح أن هذا المبلغ تم تمويله بالكامل بفضل هبات خاصة تم جمعها بأكثريتها بفضل عملية تمويل تشاركي جمعت 70 الف يورو.

وتحصل التجارب عبر اتباع مسار علمي صارم كي يستحصل الصابون على موافقة منظمة الصحة العالمية للسماح بنشره في البلدان.

لكن قبل بلوغ هذه المرحلة، يتوجب اجتياز الصابون المضاد للملاريا محطات اخرى، اذ لا يزال هناك مرحلتان لإنجاز المشروع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق