وضعت المنظمة بروتوكولاً جديداً لمراسم الدفن المأمونة والكريمة لمن يموتون من جراء الإصابة بمرض فيروس الإيبولا، يركز على إشراك أفراد أسر الموتى وتشجيع الطقوس الدينية كجزء أساسي من مراسم الدفن المأمونة.
ويقول الدكتور بيير فورمنتي، أحد أكبر خبراء الإيبولا في المنظمة، "يحدث 20٪ على الأقل من حالات العدوى الجديدة بالإيبولا أثناء مراسم دفن المتوفين من جراء الإصابة بالإيبولا. ومن خلال بناء الثقة والاحترام بين فرق دفن الموتى والأسر الثكالى والمجموعات الدينية نبني الثقة والسلامة في أنشطة السلامة نفسها". "ومن شأن إدراج عناصر مثل دعوة الأسر للمشاركة في حفر القبور، وعرض خيارات للتغسيل الجاف والتكفين، أن يصنع فارقاً كبيراً في كبح جماح سريان الإيبولا".
العدوى بالإيبولا أثناء الدفن
وتحدث العدوى بالإيبولا أثناء الدفن عندما يؤدي أفراد الأسرة والمجتمع المحلي الطقوس الدينية التي تقتضي لمس الجثة أو غسلها، وهي مازالت تحتوي على مستويات عالية من فيروس الإيبولا، وعندما يوزع أفراد الأسرة الممتلكات الشخصية للفقيد، والتي قد تكون ملوثة بعدوى الفيروس.
مراحل الدفن المأمون خطوة بخطوة
وهذا البروتوكول المُحدث، الذي وضعه فريق متعدد التخصصات تابع لمنظمة الصحة العالمية، بالشراكة مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومنظمات دينية، بما فيها مجلس الكنائس العالمي ومنظمة الإغاثة الإسلامية ومؤسسة كاريتاس الدولية ومنظمة الرؤية العالمية، يبين، خطوة بخطوة، مراحل الدفن المأمون والكريم.
ويشجع البروتوكول على إشراك الزعماء الدينيين المحليين في التخطيط والتحضير لدفن الموتى، وكذلك مراسم الدفن نفسها، مع إعطاء إرشادات محددة بشأن مراسم الدفن الإسلامية والمسيحية.
ويقول الحاج أس سي، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر "لقد أصبحنا معروفين بأننا نجيد "التعامل مع جثث الموتى"، ولكننا لا "نتعامل" مع جثث الموتى. فنحن نقوم، على نحو مأمون وكريم، بمصاحبة رفقائنا المتوفين إلى مثواهم الأخير ونساعد على تجهيزهم بما يتماشى مع ثقافاتهم. وبهذه الروح يضطلع متطوعونا بأعمالهم الشاقة".
بدائل مأمونة
وتقول ريحانة صديق، وهي شيخة إسلامية تعمل لدى الصندوق الاستئماني لمؤسسة الخدمات الصحية الوطنية في المستشفيات الجامعية ببرمنجهام، والتي عملت مستشارة لمنظمة الصحة العالمية بشأن البروتوكول، "من الواضح من الشريعة الإسلامية أن ضرورة تغسيل جثث المرضى المتوفين بسبب الإيبولا قبل دفنهم تنسخها الظروف الراهنة".
ومع ذلك فمن المهم للغاية مواساة الأسر الثكالى وإيجاد مخرج لها بضمان أداء الطقوس المقدسة، مثل التغسيل الجاف لجثث الموتى وتكفينها والصلاة عليهم، في الجنازات الإسلامية.
ومن شأن توفير بدائل مأمونة للأسر كي تحافظ على الممارسات العزيزة عليهم أن يساعدها على أن تشارك في عملية صنع القرارات، وهو أمر ذو أهمية حاسمة، وخصوصاً في وقت قد تشعر فيه بالعجز".
وقال الأسقف روبرت ج. فيتيلو، رئيس وفد منظمة كاريتاس الدولية، "إن إتاحة الفرصة للأسرة كي تشاهد جثة المتوفى، مع ضمان التوسيم الصحيح للقبر، والسماح للزعماء الدينيين بالصلاة ولأفراد الأسرة بإلقاء حفنة الرمال الأولى، من المحفزات الهامة التي تشجع الأسر على أن تستمد القوة من إيمانها، وتحافظ على سلامة أفراد الأسرة الآخرين من الإصابة بالعدوى".
وأسهم أيضاً فريق من أخصائيي الأنثروبولوجيا الطبيين ببدائل هامة ومأمونة للمس وتغسيل جثث الموتى، وقد وضعوا هذه البدائل بالاستناد إلى البحوث الخاصة بالدلالات والقيم الثقافية المتعلقة بممارسات الدفن في البلدان المتضررة.
وعُقدت مشاورات مع الزعماء الدينيين في البلدان المتضررة من أجل تحديد ما يعنيه تعبير "الدفن الكريم" في كل من السياق الإسلامي والسياق المسيحي.
ويتضمن البروتوكول أيضاً طرقاً كي تتبعها فرق دفن جثث المتوفين بسبب الإيبولا في أداء عملها على نحو مأمون، مع احترام الحساسيات الأسرية.
ويشمل ذلك أن يمتنعوا عن ارتداء معدات الحماية الشخصية عندما يقابلون الأسرة لأول مرة، وأن يطلبوا من الأسرة أن تخبرهم بما إذا كانت لديهم طلبات خاصة للتعامل مع رفات الشخص المتوفى وأشيائه الشخصية.
ونظراً لأن البروتوكول يُطبق في البلدان المتضررة ستُستخدم تعليقات الزعماء الدينيين والمجتمعات المحلية والقائمين على إدارة مراسم الدفن في تحديث البروتوكول وتحسينه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق