هل أكل البصل النيء يومياً لمدة ثلاثة أيام يحمي من الإيبولا؟ هل من المأمون أكل المانجو؟ هل هي حقيقة أن تناول الحليب المكثف يومياً يمكن أن يقي من عدوى الإيبولا؟
تلك فقط بعض من الأسئلة التي طُرحت على العاملين الصحيين الذين يجيبون طوال اليوم على المكالمات التي يتلقونها عبر الخط الهاتفي الساخن المجاني المخصص للإيبولا. وفي ظل هذا العدد الكبير من وفيات الإيبولا حتى الآن أتاحت المخاوف الفرصة لانتشار الشائعات والمعلومات الخاطئة.
WHO/MA Heine
وقد أنشأت وزارة الصحة الغينية خطاً هاتفياً ساخناً رقمه 115 عندما أعلنت عن فاشية الإيبولا في البلد في 21 آذار/ مارس. والهدف الرئيسي منه هو الرد على الأسئلة التي تقلق الناس، والإسراع بإحالة الحالات المشتبه فيها إلى جناح العزل في مستشفى دونكا في كوناكري من أجل مواصلة تقصيها
. ويتلقى هذا الخط الهاتفي حالياً ما يتراوح بين 200 مكالمة و300 مكالمة يومياً.
ويقول الدكتور ساران تاتا كامارا، أحد الأطباء الذين يردون على المكالمات، "إن بعض من يتصلون بالخط الهاتفي الساخن يكونون في حالة هلع، والشائعات غير الصحيحة تجعل من الصعب تهدئة روعهم"
. "ولكنهم يتفهمون الأمر غالباً عندما نخبرهم بأنه ليس من السهل الإصابة بعدوى الإيبولا وبأنه يمكنهم حماية أنفسهم إذا اتبعوا القواعد".
حقائق عن الوقاية
للوقاية من انتقال مرض فيروس الإيبولا من شخص لآخر يلزم اتخاذ الاحتياطات التالية:
"..... ولكنهم يتفهمون الأمر غالباً عندما نخبرهم بأنه ليس من السهل الإصابة بعدوى الإيبولا وبأنه يمكنهم حماية أنفسهم إذا اتبعوا القواعد".
الدكتور ساران تاتا كامارا
لا تلمس أي مريض تظهر عليه أعراض الإيبولا، بما في ذلك مثلاً الحمى والإسهال والقيء والصداع، وأحياناً النزف الشديد.
لا تلمس جثث المرضى المشتبه في إصابتهم بالإيبولا أو الذين تأكدت إصابتهم بها.
اغسل يديك بالماء والصابون بانتظام.
بعد شهر من إعلان الحكومة عن فاشية الإيبولا لا تزال هناك حاجة كبيرة إلى المعلومات. ولتسريع نشر الرسائل وتعزيز مضمونها تقوم المنظمة وشركاؤها بإشراك رجال الدين وزعماء القبائل والمداوين الشعبيين وقادة المجتمعات المحلية للمساعدة على مواجهة الفاشية.
WHO/J Anokoكُشك نمطي لأحد المداوين الشعبيين في إحدى أسواق مدينة كوناكري بغينيا
تقول جوليان أنوكو، وهي أخصائية في الأنثروبولوجيا من الكاميرون وظفتها المنظمة للمساعدة على الاستجابة للفاشية، "كان من المهم بوجه خاص البدء في حوار مع المداوين الشعبيين لأن بعض المرضى يفضلون اللجوء إليهم على استشارة موظفي المركز الصحي الموجود في الجوار
." وهم معرضون لمخاطر شديدة لأنهم يرون ويلمسون الكثير من الناس الذين تظهر عليهم أعراض مختلفة . لذا فمن الضروري أن يعرفوا كيف يمكن أن يحموا أنفسهم ، وكيف يمكن أن يحمي المرضى أنفسهم، وأن التدجيل في العلاج يمكن أن يعرض أرواحهم للخطر".
شائعات خطرة
إن الشائعات يمكن أن تتسبب في ضرر بالغ.
فقد اضطرت مؤخراً إحدى الفرق التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود إلى التوقف مؤقتاً عن العمل في جناح العزل في أحد مستشفيات ماسينتا في منطقة غينيا الحرجية لأن الموظفين الطبيين اتُهموا اتهاماً باطلاً بأنهم أدخلوا الفيروس إلى البلد.
والمعلومات الدقيقة التي تتاح في الوقت المناسب تساعد الناس على اتخاذ ما يلزم من احتياطات وعلى اتباع نهج أكثر عقلانية إزاء المرض. وتضمن أن من يمرضون وتظهر عليهم الأعراض النمطية للإيبولا يؤخذون إلى المستشفى بسرعة لإجراء الفحوصات وتلقي الرعاية، كما تضمن أن الأسر لا تخفي أفرادها المرضى.
وتعرف وزارة الصحة والمنظمة وشركاؤها أنهم لن يكسبوا المعركة مع الإيبولا إذا لم يكسبوا ايضاً المعركة مع الخرافات والمفاهيم الخاطئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق