برلين - انتشر وباء ايبولا في ثلاث دول فقط من أصل أكثر من خمسين دولة في افريقيا، لكن ذلك كان كافيا لإصابة السياحة في مجمل القارة السمراء باضرار بالغة.
ويقول طالب رفاعي الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة "جرى ربط مرض ايبولا بجمل القارة الافريقية بشكل غير عادل، لقد كان هذا التعميم ظالما جدا".
فوفقا للارقام الصادرة عن هذه المنظمة السياحية التابعة للأمم المتحدة ، فان افريقيا استقبلت في العام 2014 حوالي 56 مليون سائح، مسجلة بذلك أدنى نمو في قطاع السياحة نسبته 2 %، وهو الأدنى بين سائر القارات في العالم.
فقد سجلت أوروبا نموا بنسبة 4 %، وآسيا نموا بنسبة 5 %، أما النمو السياحي في القارة الأميركية فبلغ 7 %.
وكان النمو السياحي في افريقيا جيدا في العام 2013، أي قبل انتشار حمى ايبولا، اذ بلغ نسبة 4.8 %، لكن انتشار المرض اطاح بهذا الواقع في العام 2014.
وتقول ماري فرانس اديم-ندجا المسؤولة في المكتب الوطني للسياحة في ساحل العاج لوكالة فرانس برس "الغيت حجوزات بسبب الخوف من الوباء، علما ان ساحل العاج لم تسجل أي حالة من الإصابة به".
واكتشف فيروس ايبولا في السبعينيات من القرن العشرين، لكنه بدأ ينتشر في كانون الأولى (ديسمبر) من العام 2013 بشكل لم يسبق له مثيل، انطلاقا من جنوب غينيا ومنها الى ليبيريا وسيراليون.
وقد اودى المرض بحياة تسعة آلاف و800 شخص بحسب الاحصاءات، فيما يشير البعض الى ان الارقام الحقيقية أكبر من ذلك. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فان 24 ألف شخص اصيبوا بالمرض معظمهم في هذه البلدان الثلاثة.
لكن ذلك كان كافيا لجعل افريقيا مرتبطة بالاذهان بهذا المرض، ولو انه لم ينتشر فعلا خارج هذه البلدان الثلاثة الواقعة في غرب القارة.
ففي كينيا، اثر الخوف من المرض على قطاع السياحة اذ الغيت الكثير من الحجوزات، بحسب مسؤول في القطاع طلب عدم الكشف عن اسمه.
وقال "للأسف لم يسأل الزبائن شيئا عن المرض، بل قرروا من تلقاء انفسهم الغاء رحلاتهم".
ولا يرى الخبراء ان هناك ما يبرر هذا الخوف من زيارة دولة مثل كينيا "تبعد عن غرب افريقيا اكثر مما يبعد غرب افريقيا عن أميركا الشمالية"، بحسب تعبير طالب رفاعي.
لكن دولة مثل ناميبيا نجحت في تجنب هذه الاثار السلبية، فقد عمدت سلطاتها على الفور الى التعميم على وكالات السياحة بضرورة افهام السياح اين يقع البلد" وانه بعيد عن منطقة انتشار ايبولا اكثر مما تبعد اوروبا عنها".
وبفضل هذه الاجراءات لم يسجل في ناميبيا اي انحسار ملحوظ في الحركة السياحية.
وللتصدي لهذا الخلط وعدم المام السياح بالواقع الجغرافي، انشئ موقع إلكتروني بهدف الترويج السياحي لدول الغرب الافريقي التي لم تصب بايبولا مثل السنغال وبنين وبوركينا فاسو.
وكان تأثير المرض اقسى ما يكون في الدول التي انتشر فيها المرض، مثل سيراليون، فقطاع السياحة فيها لم يبدأ بالازدهار سوى بعدما وضعت الحرب الاهلية التي اندلعت في مطلع القرن الحالي اوزارها، فكانت تسجل نموا بنسبة تفوق 10 % سنويا في عدد زوارها الاجانب، لكن انتشار المرض جعل الحركة السياحية تتدنى بنسبة 46 % في العام 2014.
ومع العمل الحثيث على تطويق المرض، يأمل المسؤولون في هذا البلد، وفي غيره، أن يحمل العام 2015 نتائج مختلفة في قطاع السياحة وفي اقتصاد البلاد بشكل عام. - (ا ف ب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق