الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

تجربة علمية مهمة.. صابون لمحاربة وباء الملاريا

الملاريا يقتل طفلا كل دقيقتين

المنتج المضاد للبعوض يتكون من زيوت اساسية لتقليص تكاليف الانتاج، ويندمج في الحياة اليومية للسكان ولا يتطلب تغييرا في العادات.
 
ميدل ايست أونلاين
واغادوغو - تشارك مجموعة من المتطوعين المقدامين في تجربة علمية مهمة يعمدون خلالها الى وضع الساعد في داخل علبة ملأى بالبعوض بهدف المساعدة في ابتكار صابون مضاد للبعوض في بوركينا فاسو من شأنه القضاء على وباء الملاريا المتفشي في افريقيا.

وقد اودى هذا المرض بحياة حوالى 500 الف شخص في العام 2015 أكثريتهم الساحقة في القارة الافريقية.
وبعين على ساعة التوقيف، يراقب الباحث البوروندي الشاب صاحب هذه المبادرة جيرار نيونديكو سلوك حوالي مئة بعوضة.

ويقول "هي كلها اناث جائعة".

وينتظر المتطوعون التعرض للسعة غير ان السائل الدهني ذا الرائحة القوية الذي يوضع على الجلد يقيهم من افواج البعوض.

وفي هذا المختبر الصغير في المركز الوطني للبحث والتدريب في شأن الملاريا في واغادوغو، يجري جيرار تجارب منذ حزيران/يونيو لتقييم فعالية "المكونات النشطة" التي من شأنها ابعاد البعوض.

ولا تزال تركيبة هذا المنتج سرية غير أنها تتكون بشكل رئيسي من زيوت اساسية مصدرها نباتات محلية وافريقية المنشأ لتقليص تكاليف الانتاج الى الحد الاقصى.

ويذكر الشاب الثلاثيني بأن "الملاريا يقتل طفلا كل دقيقتين" في غرب افريقيا.

ومن اصل 214 مليون شخص كانوا يعانون الملاريا في العام 2015، تم تسجيل 88% من الحالات في افريقيا بحسب اخر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية.

ومن بين هؤلاء، 438 الفا توفوا فيما الاطفال هم الاكثر عرضة لهذا المرض.

وقد أتت فكرة الصابون عبر ملاحظة الاضرار الجسيمة للملاريا على رغم توزيع اعداد كبيرة من الناموسيات.

ويشير جيرار نيونديكو الى ان "الناموسية توفر حماية خلال النوم غير انها تزيد من الشعور بالحر وليس لدى السكان الاكثر عرضة امكانات لشراء مواد طاردة للبعوض للعائلة بأسرها بهدف الحماية في المتبقي من الوقت".

ولهذا السبب "فكرنا في منتج يندمج في الحياة اليومية للسكان ولا يتطلب تغييرا في العادات" وفق نيونديكو.
ويعتبر الصابون الانسب في هذا المجال بحسب الباحث لأنه "منتج تشتريه حتى الاسر الاكثر فقرا ويمكن تشاركه بين سائر افراد العائلة".

ويؤكد الباحث ان الاستعانة بالصابون "وهو منتج بسعر مقبول" يكافح وقائيا الملاريا، تتيح "انقاذ هؤلاء الناس غير المستعدين او غير القادرين على انفاق مبالغ اكبر كي يحموا انفسهم".

وتوضح الفرنسية ليزا باروتيل (28 عاما) وهي احدى شريكتي جيرار "نعمل على الوقاية مع اداة جديدة تتمثل في التقريب بين امرين لا رابط بينهما في الاساس وهما النظافة والملاريا".

ويؤكد الباحث أن "هدفنا ليس تحقيق مكاسب مادية" بل "نريد انقاذ ارواح مئة الف شخص بحلول 2020"، مسترجعا شعار هذا المشروع الطموح الذي يستهدف البلدان الستة الاكثر تضررا جراء الملاريا في منطقة افريقيا جنوب الصحراء وبينها بوركينا فاسو.

وقد ترك جيرار الحائز شهادة في الكيمياء بلده بوروندي بفضل منحة دراسية لمتابعة دراسات عليا في المعهد الوطني لهندسة المياه والبيئة في واغادوغو.

وخلال دراسته في العام 2013، التقى بليزا المكلفة حينها مواكبة الطلاب في مشاريعهم المهنية. وأطلقت الشابة عندها شركة "لا فابريك" لتمويل مبادرات انشاء الشركات ومقرها في العاصمة كذلك عقدت شراكة فاعلة في مشروع جيرار عبر دعمه في البحث عن تمويل.

وبين 2013 و2015، بقي المشروع مجمدا بسبب نقص التمويل. لكن في 2015، اعاد الفريق تعزيز طموحاته عبر مقارنة فعالية انواع عدة من الزيوت واعتماد تقنية مبتكرة بالشراكة مع شركة ناشئة في فرنسا متخصصة في تقنية ادماج المكونات النشطة في الصابون لضمان فعالية اكبر لناحية المدة.

وتقول ليزا "في المرحلة الاولى اي التجارب المخبرية، انفقنا حوالي 50 الف يورو".
وتوضح أن هذا المبلغ تم تمويله بالكامل بفضل هبات خاصة تم جمعها بأكثريتها بفضل عملية تمويل تشاركي جمعت 70 الف يورو.

وتحصل التجارب عبر اتباع مسار علمي صارم كي يستحصل الصابون على موافقة منظمة الصحة العالمية للسماح بنشره في البلدان.

لكن قبل بلوغ هذه المرحلة، يتوجب اجتياز الصابون المضاد للملاريا محطات اخرى، اذ لا يزال هناك مرحلتان لإنجاز المشروع.

مستشفي العلمين تفوز بالمركز الاول علي مستوي الجمهورية


أعلن اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح بأن مستشفى العلمين المركزي حصلت على المركز الاول فى التقييم بين المستشفيات النموذجية على مستوى الجمهورية مناصفة مع ثلاث مستشفيات على مستوى الجمهورية .
صرح بذلك الدكتور محسن طه وكيل وزارة الصحة بمطروح الذي أكد بان الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة أصدر تعليماته لمساعد وزير الصحة للمستشفيات لاعتماد مستشفى العلمين المركزي كمستشفي نموذجي .
ومن ناحيه أخري أكد محافظ مطروح بان حصول مستشفي العلمين علي المركز الاول كأفضل مستشفي يعكس مدي المرحلة التي وصلت لها الخدمة الصحية بمحافظة مطروح التي فاقت التوقعات بين محافظات الجمهورية وخاصة بان مطروح من المحافظات الحدودية وكان تعاني في السنوات الماضية من عجز شديد في الخدمات والرعاية الصحية .
واضاف المحافظ بان مطروح دخلت عصر جديد لتصبح مركزا هاما في تقديم الرعاية الصحية في الشرق الاوسط وذلك بعد وضع حجر اساس المركز العالمي للقلب وتوقيع برتوكول مع مركز مجدي يعقوب بأسوان وكذلك وضع حجر اساس أول مركز للتوحد بمصر والشرق الاوسط كتبرع من رجال الاعمال مصريين وعرب وافتتاح أول مركز لاشاعة الرنين المغناطيسي بمستشفي حكومي بتكلفة 11 مليون جنيه .

الاثنين، 19 ديسمبر 2016

إصابة أكثر من 1500 شخص بمرض غامض في “كراتشي” بباكستان


سلام أباد - أ ش أ
أعلن مسئولون بمدينة “كراتشي” الباكستانية إصابة أكثر من 1500 شخص بمرض غامض لم تتضح أسباب انتشاره بعد.
واشار المسئول البارز بقطاع الصحة عبد الواحد بانوار – حسبما نقلت قناة “جيو نيوز” الباكستانية اليوم/الاثنين إن المرضى يشكون من إصابتهم بالحمى وآلام في العظام والمفاصل نتيجة لهذا المرض الغامض.
ووفقا لمصادر طبية فإن هذا المرض انتشر بين العديد من العاملين بالمستشفيات كما أصاب أطفال ومراهقين وبالغين.

الخميس، 1 ديسمبر 2016

حقائق مثيرة لا تعرفها عن مرحاض الطائرة!


ما لم تكن مسافرًا على الدرجة الأولى، أو تستقل طائرة خاصة، فإن حماماتها تكون بلا نوافذ وضيقة، وعادة ما تنبعث منها رائحة المنظفات الرخيصة، ورغم ذلك، فقد أبلت بلاء حسنًا؛ إذ نادرًا ما تحصل تلك المراحيض على التقدير الذي تستحقه.

الطائرات في الماضي كانت تحلق فترات أطول ومن المؤكد أن شخصًا ما، في مكانٍ ما، كان هو أول من قضى حاجته على متن الطائرة، فمن هو يا تُرى رائد قضاء الحاجة؟ الشخص المجهول الذي لم يسجل التاريخ معلومات عنه، محتويات المرحاض تتناثر في كل أرجاء الطائرة، بحسب صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية.

سُجلت بعض الحقائق المثيرة للاهتمام، فعلى سبيل المثال، لم يتمكن الطيارون في الحرب العالمية الثانية من استعمال المراحيض الموجودة على متن طائرات لانكستر القاذفة للقنابل، فغالباً كانت ممتلئة في ظل هذا الظرف الصعب، أو كانت صعبة الاستخدام، فيما وصف أحد الطيارين المجهولين مدى كراهيته مراحيض الطائرات قائلاً: “في أثناء تحليقنا في الأجواء العاصفة، كانت محتويات المرحاض تتناثر على أرضية الطائرة والجدران والسقف، وكان لا يبقى داخله إلا القليل”.

وأضاف الطيار قائلاً: “لا يمكن أن تتصور كيف كان الوضع عندما تحاول التغلب على الخوف ودوار الجو، بينما تجد صعوبة في إزالة الأغراض الكافية في هذا المكان الضيق، وفي الوقت نفسه تحاول استخدام المرحاض، وكان هذا المرحاض الكريه دائماً ما يمتلئ في أثناء الرحلات الطويلة، وعندما تحدث الاضطرابات الجوية، كان لا بد أن يتلوث النصف السفلي لمن يستخدمه، كان ذلك إحدى الذكريات المؤلمة عن الحرب بالنسبة لي”.

بينما كان بعض الطيارين يفضلون قضاء حوائجهم في بعض الأوعية، ثم يلقونها من النافذة، وقد شاع إلقاء تلك المراحيض الممتلئة على الأهداف الألمانية جنباً إلى جنب مع القنابل، في نموذج مبكر للحرب البيولوجية.

اختراع مراحيض الضغط.. خلّصت من الرائحة الكريهة والفضلات المتناثرة بالأرجاء

لم يظهر اختراع جيمس كيمبر لمراحيض الضغط الحديثة حتى سبعينات القرن الماضي؛ إذ كانت شركة بوينج أول من ثبتت هذه المراحيض عام 1982، فيما كانت المراحيض قبل ذلك التاريخ ما هي إلا صناديق غير عملية، وتستخدم كميات كبيرة من السائل الأزرق الذي كان يسمى سكاي كيم، كما كانت هذه المراحيض عرضة للتسريب، لذا عندما تقف في طابور دخول المرحاض المرة القادمة على ارتفاع 30 ألف قدم، اعتبر نفسك من المحظوظين.

إذ يستخدم جهاز كيمبر كميات قليلة من السائل، ولكنه يعتمد على وجود طلاء لا تلتصق به الأشياء وسحب الفضلات بالضغط، ويوضح الفيديو أدناه الكفاءة التي يعمل بها، منذ ذلك الحين، لم تكن هناك أي تطورات كبيرة في تكنولوجيا مراحيض الطائرات، اتباعاً لمبدأ إذا لم يتعرض للكسر، فلا تصلحه، بينما كان الشيء الوحيد الجدير بالملاحظة، هو أن مرحاض الطائرة “بوينج 787 دريملاينرز”، يغلق ذاتياً، كما أن بعض المراحيض أصبحت أصغر، مما يضيّق الخناق على مستخدميها.

هل تصرف النفايات في الجو؟

يقول باتريك سميث، طيار ومؤلف كتاب “قمرة القيادة السرية” وهو كتاب حول السفر جواً، إنه لا توجد وسيلة للتخلص من النفايات في أثناء الرحلة، وأضاف: “في نهاية الرحلة، يتم سكب السائل الأزرق على الفضلات، ثم يتم سحب كل ذلك إلى شاحنة بخزان، قد تكون وظيفة سائق هذه الشاحنة أدنى من مساعد الطيار، إلا أن راتبه أفضل”.

وقال سميث: “يذهب السائق إلى الجزء الخلفي من المطار، ثم يفرغ محتويات الخزان والنفايات خلسةً في مصرف خلف موقف السيارات، في الحقيقة أنا لا أعرف حقاً ماذا يفعل في النفايات، ولكنه قد حان الوقت لبدء قصة أسطورية جديدة”، فيما يستحيل تفريغ نفايات الركاب من الطائرة عمداً، ولكن هناك حالة واحدة فقط، أن يحدث عن طريق الخطأ.

إذ قال كابتن سميث إن أحد الأشخاص فاز ذات مرة في دعوى قضائية، بعد أن سقطت قطعة ثلج أزرق من طائرة على حجرة القيادة في قاربه الشراعي فكسرته، وكان ذلك بسبب تسرّب من الفوهة الخارجية للمرحاض، فتجمدت بعض المياه المتسربة، وازداد حجم الثلج، ومن ثم سقطت مثل قنبلة ثلجية زرقاء.

وإذا كنت تعتقد أن ذلك شيء سيئ، فقد تعطّل محرك طائرة 727 ذات مرة بسبب دخول قطعة من فضلات المراحيض المجمدة فيه، ومن هذا الموقف جاءت جملة: "عندما دمّرت الفضلات المحرك النفاث".



شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية - بوابة الفجر: حقائق مثيرة لا تعرفها عن مرحاض الطائرة! 

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

وفد الإيكاو يشيد بإجراءات الملاحة بمطارات مصر والتزامها بالمعايير الدولية

مطار القاهرة الدولى
أشاد وفد المنظمة الدولية للطيران المدنى(ICAO)  بالإجراءات المتبعة بالشركة الوطنية للملاحة الجوية، ومطابقتها لوثائق وتوصيات المنظمة الدولية، ومنظومة قياس كفاءة وتقييم أداء العاملين، جاء ذلك خلال زيارة الوفد بمرافقه وفد من سلطة الطيران المدنى المصرى للمبنى الإدارى للشركة، فى التفتيش الدورى الذى تجريه المنظمة على دول العالم.

صرح الكابتن إيهاب محيى الدين رئيس الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية، أن الوفد تفقد مركز اللغة الإنجليزية، ومواقع التشغيل بمركز القاهرة للملاحة الجوية وبرج المراقبة، وقال أكد الوفد حرص الشركة على الالتزام بمعايير السلامة الجوية والالتزام بتشريعات المنظمة الدولية وسلطة الطيران المدنى، وريادتها فى اعتماد خطط طوارئ تعتبرها دول المنطقة مرجعاً يحتذى به .

وأضاف محى الدين فى تصريحات صحفية أن الشركة حريصة على الالتزام بالمعايير الدولية المعلنة من المنظمة الدولية للطيران المدنى، برفع كفاءة الكوادر العاملة بقطاع المراقبة الجوية، فيما يخص سلامة وتأمين الأجواء المصرية .

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

وفاة 20 شخصا على الأقل بسبب حمى الضنك في بوركينا فاسو


واجادوجو -أ ش أ
توفى 20 شخصا على الأقل في بوركينا فاسو جراء إصابتهم بمرض حمى الضنك فيما تم تسجيل قرابة ألفي حالة في أنحاء البلاد.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الأربعاء عن منظمة الصحة العالمية القول إنه تم رصد حالات إصابة في جميع ضواحي العاصمة واجادوجو والبالغ عددها 12 ضاحية بالإضافة إلى مناطق آخرى.
وأضافت الشبكة أن تفشي المرض في بوركينا فاسو سبب حالة واسعة من الذعر بين المواطنين فيما يحاول المسؤولون احتواء الخطر وحالة الذعر.
يشار إلى أن حمى الضنك تنتقل عبر البعوض وتنتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية بما فيها القارة الأفريقية.

الأحد، 20 نوفمبر 2016

ما يفيد الكوكب يفيد الصحة أيضاً

الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية

الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية

الحسين الوردي، وزير الصحة، المغرب
حكيمة الحيطي، وزيرة البيئة، المغرب

11 تشرين الثاني/نوفمبر 2016
ا
توقف قليلاً وتنفس الهواء. أينما كنت تعيش في العالم، هناك احتمالات كبيرة لأن يكون الهواء الذي يملأ رئتيك ملوثاً. فعلى صعيد العالم، يعيش 9 أفراد تقريباً من كل 10 في أماكن تتجاوز فيها مستويات تلوث الهواء الحدود القصوى المأمونة التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
وللأسف، فإن الهواء الذي نتنفسه يزداد سوءاً ولا يتحسن. فبين عامي 2008 و2013، زادت مستويات تلوث الهواء بنسبة 8% في مدن العالم التي رصدت تلوث الهواء. ويلقى ما يقدر بنحو 6.5 ملايين شخص حتفهم سنوياً نتيجة لإصابتهم بسرطان الرئة وداء الانسداد الرئوي المزمن والسكتة الدماغية وأمراض القلب المرتبطة بتلوث الهواء.
وتؤثر العواقب الوخيمة لتلوث الهواء على المناخ وعلى الصحة سواءً بسواء. ونشاهد هذه الآثار في كل مكان بدءاً من المدن الضخمة التي يكتنفها الضباب الدخاني ووصولاً إلى المساكن القروية التي تمتلئ بالدخان الناجم عن الطهو في مكان مغلق. ومع ذلك فإن تلوث الهواء يُعد في مجمله تقريباً من صنع الإنسان، وعادة ما يكون مفرطاً.
ويؤدي تغيُّر المناخ إلى تقويض المتطلبات الأساسية اللازمة للتمتع بالصحة، ألا وهي المياه المأمونة والمسكن الآمن والأمن الغذائي. وفي غياب هذه المتطلبات تزهق آلاف الأرواح سنوياً دون داع. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن تغيُّر المناخ سيؤدي بين عامي 2030 و2050، إلى 250,000 وفاة إضافية سنوياً، نتيجة لنقص التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.

نقطة تحول في تاريخ المناخ

ولحسن الحظ، يتجه تغيُّر المناخ صوب تصحيح مساره. ففي العام الماضي، كانت اتفاقية باريس علامة تحول في مسار تغيُّر المناخ، حيث اتفق أكثر من 190 بلداً على الحد من ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية خلال هذا القرن ليبلغ أقل بكثير من درجتين مئويتين.
ومع ذلك، فمازال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي إنجازه لتحقيق ذلك.
الحسين الوردي، وزير الصحة، المغرب
الحسين الوردي، وزير الصحة، المغرب
وزارة الصحة المغربية
ومع بدء نفاذ اتفاقية باريس واجتماع أطراف الاتفاقية في المغرب، يجب أن يحتل "الحق في الصحة" مكانة محورية في الإجراءات الخاصة بالمناخ التي تتخذها جميع البلدان. وإذا ما استعرضنا التاريخ، سنجد أن قطاع الصحة يقدم أفضل الحُجج والبراهين لدق ناقوس الخطر وحمل البلدان على اتخاذ الإجراءات.
ففي القرن التاسع عشر، قدم قطاع الصحة البيّنات الدالة على أن المياه الملوثة تسهم إسهاماً كبيراً في المرض والوفاة، وأدى ذلك إلى توجيه الاستثمارات إلى المياه والإصحاح، ونتج عن ذلك تلافي الفاشيات ورفع مستويات المعيشة وتحسين الحصائل الصحية.
وفي القرن العشرين، وثّق قطاع الصحة ارتباط فرط الإصابة بالمرض والوفيات بتلوث الهواء. وكانت هذه البيّنات دافعاً إلى التحرك صوب استخدام الطاقة النظيفة، ونُظم النقل المستدام الأنسب، والتخطيط الحضري الذي يحد من التعرض للانبعاثات الضارة.
ونؤكد اليوم على أن العواقب الصحية الناجمة عن تدهور البيئة يمكن قياسها وحساب تكلفتها، ما يُبرز الضرورة الملحة لاتخاذ الإجراءات وتوفير الموارد.

ثمة حاجة إلى الاستثمار في المناخ على نحو يركز على الصحة

"تؤثر العواقب الوخيمة لتلوث الهواء على المناخ وعلى الصحة سواءً بسواء. ونشاهد هذه الآثار في كل مكان بدءاً من المدن الضخمة التي يكتنفها الضباب الدخاني ووصولاً إلى المساكن القروية التي تمتلئ بالدخان الناجم عن الطهو في مكان مغلق."
الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية
الحسين الوردي، وزير الصحة، المغرب
كيمة الحيطي، وزيرة البيئة، المغرب
بيد أن الاستثمارات الموجهة إلى الإجراءات الخاصة بالمناخ والتي يتمحور تركيزها حول الصحة مازالت ضعيفة.
ففي العديد من البلدان النامية، قد تكون المرافق الصحية نفسها سريعة التأثر بالظواهر المناخية الشديدة، حيث إنها قد تكون غير مجهزة لتحمل موجات الحرارة والرياح العاتية والفيضانات وموجات الجفاف، التي يتوقع أن يزيد تواترها وشدتها في المستقبل.
ويلزم أيضاً التوسع في الاستثمار في ترصد الأمراض، بما في ذلك تحسين استغلال المعلومات عن المناخ، لضمان قدرتنا على الكشف عن انتشار الأمراض التي تتأثر بالمناخ مثل الملاريا وحمى الضنك، بل والتنبؤ به.
وينبغي للبلدان أن تستثمر في المرافق الصحية التي تستخدم الطاقة النظيفة حتى يساعد قطاع الصحة على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بدلاً من أن يسهم في إنتاجها.
كما أن بناء نُظم الصحة الشاملة للجميع والقادرة على الصمود، بما يتماشى مع الهدف المتمثل في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، من شأنه أن يجعل قدرة النُظم الصحية على تلبية الاحتياجات أقوى وأشد إنصافاً، وهو مطلب أساسي من مطالب خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

برنامج عمل للصحة والمناخ

مازال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي إنجازه لضمان أن "الحق في الصحة" يمثل عنصراً أساسياً من عناصر الإجراءات الخاصة بالمناخ، ومع ذلك فقد خطا المجتمع المعني بالصحة خطوات مهمة بالتعاون مع الزملاء المعنيين بالبيئة والمناخ.
فقد انعقد المؤتمر الثاني لمنظمة الصحة العالمية بشأن الصحة والمناخ بمشاركة الحكومة الفرنسية والحكومة المغربية في تموز/ يوليو، وجمع وزراء البيئة والصحة معاً ليضعوا برنامج عمل يعود بالنفع المتبادل من أجل التصدي لتغيّر المناخ على نحو مفيد لكلا القطاعين.
حكيمة الحيطي، وزيرة البيئة، المغرب
حكيمة الحيطي، وزيرة البيئة، المغرب
وزارة البيئة المغربية
وفي مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين، ستعقد منظمة الصحة العالمية ووزيرا البيئة والصحة المغربيان اجتماعاً آخر لوزراء الصحة والبيئة، لرسم الخطط بشأن كيفية العمل معاً في المستقبل في سبيل تهيئة بيئات تتسم بمزيد من النظافة والصحة.
كما أننا وحدنا جهودنا مع تحالف المناخ والهواء النظيف لإطلاق حملة جديدة تحت مسمى "تنفس الحياة"، من أجل إذكاء الوعي بشأن أثر تلوث الهواء على الصحة والمناخ. وتدعو الحملة الأفراد والمدن والبلدان إلى إعادة أنفاس الحياة إلى المدن ووضع الحلول التي يستطيع كل منها تنفيذها.
وبالعمل معاً على صعيد القطاعات وبالتعاون مع الشركاء، يمكننا المساعدة على ضمان وضع الناس وسبل عيشهم وعافيتهم وصحتهم على وجه الخصوص، في صميم الاستجابة لتغيّر المناخ.

الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

العلاقة بين تغيّر المناخ والصحة




حقائق أساسية
·  تغيّر المناخ يؤثر في المحددات الأجتماعية والبيئية للصحة - مثل الهواء النقي ومياه الشرب المأمونة والغذاء الكافي والمأوى الآمن.

·  من المتوقع أن يفضي تغير المناخ في الفترة ما بين عام 2030 و2050 إلى نحو 250000 وفاة إضافية سنوياً من جراء سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.

· تبلغ تكاليف الأضرار المباشرة على الصحة (أي باستثناء التكاليف المترتبة في القطاعات المحددة للصحة مثل الزراعة والمياه والإصحاح) ما بين 2-4 مليارات سنويا بحلول عام 2030

· الأماكن ذات البُنى التحتية الصحية الضعيفة، ومعظمها في البلدان النامية، ستكون الأقل قدرة على التحمل ما لم تحصل على المساعدة اللازمة للتأهب والاستجابة.

· خفض انبعاثات غازات الدفيئة، من خلال تحسين استخدام وسائل النقل والغذاء وخيارات الطاقة، يمكن أن يحسن الصحة خصوصاُ عن طريق تقليل تلوث الهواء.


تغيّر المناخ
على مدى السنوات الخمسين الماضية تسببت الأنشطة البشرية، وخصوصاً إحراق الوقود الأحفوري، في إطلاق كميات من ثاني أوكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة تكفي لحبس المزيد من الحرارة في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي ومن ثم تؤثر في المناخ العالمي.

وخلال المائة سنة الماضية ارتفعت درجة حرارة العالم بمقدار 0.75 درجة سلسيوس تقريباً، وعلى مدى العقود الثلاث الماضية تسارع معدل الاحترار العالمي اكثر من اي عقد منذ 1850.[1]
ومستويات سطح البحر آخذة في الارتفاع والأنهار الجليدية آخذة في الذوبان كما أن أنماط الهطول آخذة في التغيّر. والظواهر الجوية المتطرفة تزداد شدة وتواتراً.

ما تأثير تغيّر المناخ في الصحة؟
على الرغم من أن الاحترار العالمي يمكن أن تترتب عليه بعض الفوائد محلياً، مثل انخفاض عدد وفيات فصل الشتاء في المناطق المناخية المعتدلة وزيادة الإنتاج الغذائي في بعض المناطق، فإن من المرجح أن تكون الآثار الصحية المترتبة على تغيّر المناخ سلبية إلى حد بعيد إجمالاً. ويؤثر تغير المناخ على المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة - الهواء النظيف والمياه المأمونة الصالحة للشرب والغذاء الكافي والمأوى الآمن.

الحر الشديد
إن الارتفاع الشديد في درجات حرارة الجو يُسهم مباشرة في حدوث الوفيات التي تنجم عن الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية، وخصوصاً بين المسنين. فعلى سبيل المثال سُجل أكثر من 70000 وفاة إضافية أثناء موجة الحر التي حدثت في صيف عام 2003 في أوروبا.[2]

كما أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد مستويات الأوزون وسائر الملوثات الموجودة في الهواء، الأمر الذي يزيد الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية تفاقماً.
وفي الحر الشديد ترتفع مستويات حبوب اللقاح وسائر المواد الموجودة في الهواء والمسببة للحساسية. ويمكن أن يتسبب ذلك في الإصابة بالربو، وهو مرض يعاني منه 300 مليون شخص تقريباً. ومن المتوقع أن يزداد هذا العبء بفعل الزيادة المستمرة في درجات الحرارة.

الكوارث الطبيعية وتغيّر أنماط سقوط المطر
منذ الستينات من القرن العشرين زاد عدد ما تم الإبلاغ عنه من الكوارث الطبيعية ذات الصلة بالأحوال الجوية أكثر من ثلاث مرات على الصعيد العالمي. وفي كل عام تتسبب هذه الكوارث في أكثر من 60000 وفاة معظمها في البلدان النامية.

وسيتسبب ارتفاع مستويات سطح البحر، هو والظواهر الجوية المتطرفة، في تدمير المنازل والمرافق الطبية وسائر الخدمات الضرورية. ويعيش أكثر من نصف سكان العالم على مسافة لا تتجاوز 60 كيلومتراً من البحر. وقد يضطر الناس إلى الانتقال إلى أماكن أخرى مما يزيد مخاطر حدوث مجموعة من الآثار الصحية تتراوح بين الاضطرابات النفسية والأمراض السارية.

ومن المرجح أن التغيّر المتزايد في أنماط سقوط المطر يؤثر في إمدادات المياه العذبة. ويمكن أن يلحق نقص المياه النقية الضرر بالتصحح وأن يزيد مخاطر الإصابة بالإسهال الذي يودي سنوياً بحياة 60000 طفل دون سن الخامسة كل عام. وفي الأحوال الشديدة تؤدي ندرة المياه إلى الجفاف والمجاعة. ومن المرجح أن تغيّر المناخ، بحلول التسعينات من القرن الحادي والعشرين، سيزيد المساحة المتضررة من الجفاف وسيضاعف معدل تواتر نوبات الجفاف الشديدة وسيزيد متوسط مدتها ست مرات.[3]

أما الفيضانات فهي تزداد تواتراً وشدةً. والفيضانات تتسبب في تلوث إمدادات المياه العذبة وتزيد مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه وتهيئ أرضاً خصبة للحشرات الناقلة للأمراض، مثل البعوض. كما أنها تتسبب في الغرق والإصابات الجسدية وتدمر المنازل وتعطل توصيل الإمدادات الطبية وتقديم الخدمات الصحية.

ومن المرجح أن يتسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغيّر أنماط الهطول في انخفاض إنتاج الأغذية الأساسية بمقدار 50% في كثير من أشد المناطق فقراً في بعض البلدان الأفريقية بحلول عام 2020 [4]. وسيؤدي ذلك إلى زيادة معدل انتشار سوء التغذية ونقص التغذية، وهما يتسببان حالياً في 3.1 مليون وفاة سنوياً.

أنماط العدوى
للظروف المناخية تأثيرها في الأمراض المنقولة بالمياه والأمراض التي تنتقل بواسطة الحشرات أو القواقع أو غيرها من الحيوانات المتغيرة الحرارة.

ومن المرجح أن تتسبب تغيّرات المناخ في إطالة فصول انتقال الأمراض الهامة المحمولة بالنواقل، وفي تغيير نطاقها الجغرافي. ومن المتوقع، على سبيل المثال، أن يؤدي تغيّر المناخ إلى اتساع كبير في مساحة المنطقة التي تحدث فيها الإصابة بداء البلهارسيات الذي تنقله القواقع في الصين.[5]

والملاريا تتأثر تأثراً قوياً بتغيّر المناخ. فالملاريا، التي ينقلها بعوض الأنوفيلة، تودي سنوياً بحياة 800000 شخص تقريباً، ومعظمهم من الأطفال الأفارقة دون سن الخامسة. وبعوض الزاعجة الذي ينقل حمى الضنك هو الآخر شديد الحساسية للظروف المناخية. وتشير الدراسات إلى أن تغيّر المناخ يمكن أن يعرض ملياري شخص آخر إلى انتقال حمى الضنك بحلول 2080.[6]

قياس الآثار الصحية
إن قياس الآثار الصحية المترتبة على تغيّر المناخ يمكن أن يكون تقديرياً بدرجة كبيرة. وعلى الرغم من ذلك فقد خلص أحد التقديرات التي أجرتها المنظمة، ومع ذلك، فإن تقييم المنظمة، مع الأخذ في الاعتبار فقط مجموعة فرعية من التأثيرات الصحية المحتملة، وعلى افتراض استمرار النمو الاقتصادي والتقدم الصحي، يخلص إلى أن تغير المناخ قد يتسبب في ما يقرب من 250000 حالة وفاة إضافية سنويا بين عامي 2030 و 2050 ؛ و38000 حالة بسبب تعرض كبار السن لدرجات الحرارة المرتفعة، و48000 وفاة بسبب الإسهال، و60000 وفاة بسبب الملاريا، و95000 بسبب سوء التغذية في مرحلة الطفولة.[7]

من هم المعرضون للمخاطر؟
سيتأثر السكان كافة بتغيّر المناخ، ولكن بعضهم أسرع تأثراً من غيره. فسكان الدول النامية الجزرية الصغيرة، وسكان سائر المناطق الساحلية والمدن الكبرى الساحلية والجبال والمناطق القطبية، هم الأسرع تأثراً بشكل خاص.

أما الأطفال، وخصوصاً من يعيشون في البلدان الفقيرة، فإنهم من أسرع الفئات تأثراً بالمخاطر الصحية الناجمة عن تغيّر المناخ، وسيتعرضون لمدة أطول إلى عواقبه الصحية. ومن المتوقع كذلك أن تكون الآثار الصحية أشد على المسنين والعجزة أو المصابين أصلاً باعتلالات صحية.

وستكون المناطق ذات البُنى التحتية الصحية الضعيفة، ومعظمها في البلدان النامية، هي الأقل قدرة على التحمل ما لم تحصل على المساعدة اللازمة للتأهب والاستجابة.

استجابة منظمة الصحة العالمية
كثير من السياسات ومن الخيارات الفردية يمكن أن يقلل انبعاثات غازات الدفيئة وأن يحقق فوائد مشتركة صحية كبرى. فعلى سبيل المثال فإن تعزيز الاستخدام المأمون لوسائل النقل العام والنشاط البدني في التنقل، مثل قيادة الدراجة أو المشي بدلاً من استخدام المركبات الخاصة، ويمكن أن يقلل من انبعاثات الكربون، ويقلل من عبء تلوث الهواء المنزلي، والذي يسبب حوالي 4.8 مليون حالة وفاة سنويا، وتلوث الهواء المحيط والذي يسبب حوالي 3.7 مليون حالة وفاة كل عام.

وفي عام 2009 اعتمدت جمعية الصحة العالمية خطة عمل جديدة وضعتها المنظمة بشأن تغيّر المناخ والصحة. وتشمل هذه الخطة ما يلي:

·         أنشطة الدعوة: من أجل التوعية بأن تغيّر المناخ يشكل تهديداً أساسياً لصحة الإنسان.
·         الدخول في الشراكات: من أجل التنسيق مع الوكالات الشريكة داخل منظومة الأمم المتحدة وضمان التمثيل الملائم للمسائل الصحية في برنامج العمل الخاص بتغيّر المناخ.
·         العلم والبيّنات: من أجل تنسيق مراجعات البيّنات العلمية الخاصة بالصلات بين تغيّر المناخ والصحة، ووضع برنامج عمل عالمي للبحوث في هذا المجال.
·         تعزيز النُظم الصحية: من أجل مساعدة البلدان على تقدير نقاط ضعفها وبناء قدرتها على الحد من سرعة تأثر الصحة بتغيّر المناخ.


المراجع
4.     Climate change 2007. Impacts, adaptation and vulnerability. Geneva, Intergovernmental Panel on Climate Change, 2007 (Contribution of Working Group II to the Fourth Assessment Report of the Intergovernmental Panel on Climate Change).